لنتأمل حتي نظل علي قيد الجغرافيا !
الأمن بمفهومه الواسع الروحي والاجتماعي والعسكري والتنموي؛ من أهم القضايا الكبرى -اليوم- المتعلقة بسكينة الدول والمجتمعات وطمأنينتها ولربما بقاءها وازدهارها ؛ هذه القضايا تشهد تحولات حساسة جدا من حيث الدقة والتطور غير مسبوقة ، لن أكون مبالغا إذا قلت أننا على أعتاب تحولات كبرى يمكن أن ترسم معالم عالم جديد يعبر عن تحولات القوة والنفوذ في هذا القرن.
-هذه التحولات ترسخ المقولة لكلاسيكية ( بأن القوة هي القانون الأسمى) وتعيد لها الاعتبار ، بالرغم من كل التغني والنضال لعقود من أجل مجتمع عالمي ذو مؤسسات أممية لصيانة سلمه وأمنه.
-لا أريد أن أدخل في وصفات التشخيص الجاهزة ، لأتكلم عن الحروب القائمة ،وتلميحات الواقع الدولي لحروب أخرى يزاح عنها الستار في المستقبل ، ولا إلى تغير مفهوم الصراع من مستوياته التقليدية التي نعرف ( صلبة وناعمة) إلى مستويات أكثر تعقيدا وتركيبا .
هذا الوضع الذي لا يختلف إثنان على حقيقته وخطورته؛ ماهو المتاح للدول الضعيفة والصغيرة ومحدودة القوة والنفوذ لتفعله؛ لتصون وجودها على قيد الجغرافيا - إذا جاز التعبير- كدول مستقلة؟!
لا شك أن حالة التدافع القوية والمتسارعة ... تجعلنا نفتش عن إجابات إنقاذية ، دون أن يعني ذلك إهمال الإجابة الأكمل والتي تمثل هدفا استراتيجيا لكل دولة حقيقية ( هدف بناء الدولة القوية)
أولا: الوعي باللحظة التاريخية، وما تنطوي عليه من مخاطر غير تقليدية.
ثانيا: المنافسة بالذكاء ( قوة الفهم ، قوة التحالف، ...)
ثالثا: تعبئة ما أمكن من الموارد( البشرية والمادية والمعنوية)
رابعا : اغتنام الفرصة ( فهم ومعرفة الممكن)
خامسا: الاستعداد للأسوأ
سادسا: اليقظة المستدامة.
وقبل هذا وبعده " الإنسان" نخبة وسلطة وثقافة وسياسة ...إلخ
هذا على المستوى الكلي .
أما على المستويات الجزئية والتفصيلية؛ فالأمر يتعلق بمستوى من النقد و التحليل والتبعيض لوقائع غير متناهية، فأكتفي بالنصح برفع الرأس عاليا والنظر إلى العالم من حولنا؛ وما طرأ عليه إيجابا وسلبا، ثم النظر في أنفسنا وواقعنا نظرة المستبصر الناقد الجاد .