رسالة إلي رئيس الجمهورية بضرورة إغلاق مصانع موكا

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى رئيس الجمهورية

رسالة مفتوحه 

الموضوع : ضرورة إغلاق مصانع موكا. 

 

سيادة الرئيس بعد مايليق بمقاكم السامي من التحايا كحامي الدستور ، المقتدر على رفع الظلم عن المعوزين والفقراء المشردين نتقدم إليكم بعد إغلاق جميع المنافذ الرسمية أمامنا بهذا التظلم الذي يخص هيأتكم وصفتكم الدستورية أكثر من أي شيئ يحدث على أديم هذا الوطن الذي عيث فيه فسادا.

 

سيادة الرئيس نكتب لكم من منظمة زاكيا وسط زحام الفقراء وحشرجة المرضى الذين انتهكت صحتهم واستلب أمنهم الاقتصادي ذات تربح عابر من طرف بعض الظالمين. 

 

سيادة الرئيس قد لا يكون ما نكتبه رنانا لكنه صادق كحشرجة المرضى في اللحظات الأخيرة 

 

سيادة الرئيس إن نص الشكوى هو أنه قبل 10 أعوام كانت توجد مدينة ساحلية تُدعَى مدينة انواذيبو، يعيش فيها آلاف الصيادين والعمال والتجار، وكان أهلها يأكلون من البحر سمكا طريا رخيصا رغم المشاكل التي كانت حاصلة في بعض أجهزة الرقابة، كانت انواذيبو قبلة للزوار والمعوزين إقتصاديا، من كل مكان

 كان هناك عمل مفتوح على شاطئ البحر ينتظر كل عاطل عن العمل، كان الناس يعيشون يميرون أهلهم ويتمتعون بمناخ ساحلي صحي. 

حدث هذا قبل عشرة أعوام حيث لا يوجد مصنع واحد لموكا، كانت تلك المصانع المشؤومة في أمريكا اللاتينية، وقام ضدها الاهالي بحملات نضالية ساهمت في غلقها _وإلى حد الآن لم تعد الثروة السمكية هناك إلى طبيعتها _ولأن شراهة الإنسان لاحدود لها فقد بدأت حمى ترخيص مصانع موكا في العشرية الماضية ووصلنا بعد عشرة أعوام إلى اكثر بلد مستضيف لهذه المصانع، بأكثر من خمسين مصنعا متوزعة على الشكل التالي 34 مدينة انواذيبو 18 في مدينة أنواكشوط، قامت هذه المصانع حتى الآن باهدار 5 ملايين طن من السمك الطازج، وتحويلها إلى أغذية للخنازير والدجاج، وهو ما يزيد 10 مرات على الاستهلاك الوطني في زمن الوفرة. 

 

بفتح هذه المصانع فقدَ آلاف العمال وظائف وأغلقت مئات الشركات وحملت الأرامل طاولاتهن يبكين ينادين معتصما في كل طلعة

، يبكين التفريط بطعامهن من أجل إطعام الدجاج والخنازير في الجانب الآخر من القارة.

يبكين فرط التقسيم الظالم وانتهاك الإنسانية بفعل شراهة اهل المصانع. 

 

ففي الأثناء التي تمنين فيها سمكة واحدة، كان أصحاب موكا يهدرون على خنازير ودجاج الشاطئ الآخر 5 كيلو من أجل صناعة كيلوغرام واحد.. 

 

ان كل طن تحوله موكا إلى دقيق ياسيادة الرئيس هو إهدار لخمسة أطنان، من طعام الفقراء 

 

سيادة الرئيس إن دولا كالسينغال وغامبيا وغينيا، تستعد لاغلاق هذه المصانع المشؤومة رغم أن كلا من هذه الدول لاتزيد عن مصنعين او ثلاث فكيف بموريتانيا الفقيرة التي تزيد فيها هذه المصانع على الخمسين.. 

 

سيادة الرئيس ان مدينة انواذيبو وقريبا نواكشوط هي مدن منكوبة صحيا بفعل التأثيرات البيئية لهذه المصانع،

سيادة الرئيس ان الأمن الغذائي الموريتاني يتم استنزافه يوميا من طرف هذه المصانع التي لاتشغل اكثر من عامل او اثنين ، لقد صعد سعر السمك منذ إفتتاحها بشكل جنوني، لم يعد بإمكان المواطن الفقير شراء سمكة من يايبوي الا بحوالي 400 اوقية في الأثناء التي كانت توجد ب 40 اوقية هذا ان لم تكن تعطى على الشاطئ

سيادة الرئيس تأخد هذه المصانع اكثر من نصف استهلاك مدينة انواذيبو للماء مما سبب عطش الساكنة، تاركة نصف السكان بلا ماء... 

 

سيادة الرئيس هذه المصانع لا تدفع فواتير الكهرباء لأنها تشتغل بلفيول، هذه المصانع لا تشتري لبلاستيك، هذه المصانع لا تشتري الثلج هذه المصانع لا تقدم اي شيء للدولة الموريتانية ماعدى ضريبة زهيدة،  

هذه المصانع ساهمت في انهاء آلاف فرص العمل وإغلاق مئات الشركات الوطنية، سيادة الرئيس ان هذه المصانع لامبرر لفتحها ولا مسوغ له إلا الرشاوي التي تجعل الجسم الإداري يتغاضى عن مسؤولياته التاريخية أمامكم وأمام الشعب الموريتاني

لقد اعددنا في منظمة زاكيا تقاريرا مفصلة ستكون عونا لكم على تصحيح هذه الوضعية السيئة، حيث أن إغلاق هذه المصانع ستكون له الإيجابيات التالية: 

توفير آلاف فرص العمل للعمال، سينزل سعر الأسماك وستكون في متناول الجميع، ستعود الثروة السمكية رافعة للاقتصاد من جديد، قد يتبرم بعض المستفيدين من هذا الإنتهاك ولكن الحق له ضريبة، 

 

سيادة الرئيس. اننا ونحن نضع أمامكم جزءا من مسؤولياتكم الدستورية ننتظر قرارا سياديا من أجل حماية الأرواح والمقدرات الوطنية ، 

ننتظر ردكم الإيجابي  

 

الرئيس 

 

منصور بيداها

21 April 2022