في المطبخ السياسي! الشيخ المامي،
في المطبخ السياسي
-------
في هذه العجالة يجب أن ننطلق من نقطين مثبتتين من خلال الواقع والتاريخ..
الأولى : هي أنه لايوجد عداء سياسي دائم، وأن لكل مرحلة معاجمها ومفرداتها..
والثانية هي أن أي عداء سياسي عميق يعود مرده في الغالب إلى أمور تتعلق بثقة الأنا في أن الآخر يمكن أن يشكل ندا بديلا..
وفي الخلاصة يجب أن نكشف عن مشروع المعارضة المستقبلية البديلة، والذي بدأت ملامحه تتشكل.
يتكون المشروع المعارض البديل من أربعة أضلاع رئيسية..
أولها.. ضحايا تصويت 33 لإعاقة التعديلات الدستورية الماضية، بزعامة السيناتور الشيخ ولد حننا.
أما الضلع الثاني فهو بقايا الحركة البعثية ومعجبوها، مشكلة في بعض النخب الفكرية التي تتخذ من المستشار أحمد ولد هارون مرشدا لها..
أما الضلع الثالث.. فهو حزب تواصل، ذي القاعدة الشعبية العريضة، والذي بدأ مؤخرا يتجنب تقديم مرشح خاص به مفضلا التمترس خلف البدلاء، مكتفيا بإمساك الريموت..
أما الضلع الرابع.. فهو ما يمكن أن نطلق عليه، حليف مابعد الشوط الأول من الانتخابات، وهو النائب بيرام ولد اعبيد، زعيم "إيرا" ذي القاعدة الشعبية القوية، والذي بدأ حملته بالماضي، وبشكل مبكر..
وعن السيناريو المحتمل...
استبعد تقديم السيناتور الشيخ ولد حننا كمرشح للكشكول السياسي، مع العلم أنه مؤهل -وزنًا- لالتفاف القاعدة الشعبية حوله، شأنه شأن صديقه أحمد ولد هارون، لكن من يخطط لإرغام مرشح الموالاة على شوط ثاني، والتحالف مع بيرام كخطوة لاحقة، سيكون ولد الشيخ سيديا هو فرسه الكسبان، نظرا للعلاقة الاجتماعية بين الإثنين.
أما عن "تواصل" الذين وجدوا أنفسهم مرغمين على الوقوف خلف ولد ببكر الوزير الاول الطائعي، تحت ضغط مليارات ولد بعماتو، فإنهم لن يتوانوا عن الدفع بولد الشيخ سيديا كمرشح والوقوف خلفه، خصوصا أنهم وحدهم من يقفون خلف تصديره للرأي العام، كشخصية وطنية وازنة من خلال قنواتهم الإعلامية حتى الآن.
يراهن الكشكول السياسي المذكور، على إرغام مرشح المولاة على شوط ثاني، بعده مباشرة سيتقارب رفاق الغرف المغلقة المنكب بالمكب والساق بالساق.
أغلب حسابات الكشكول تفضي إلى نتيجة واحدة ذات احتمالين:
الأول : هو الفوز في الشوط الثاني من للرئاسيات.
الثاني : هو إرغام البلاد على مؤمورية ثانية للرئيس غزواني ناقصة الشرعية، وخالية من الوفاق الوطني.
لايعول الكشكول كثيرا على مخرجات التشاور الوطني، بل إن معظمهم يحتسب أنه مجرد ملهاة ستتوقف قاطرتها في منتصف الطريق.
#مكروسكوب