المعارضة المقاطِعة للحوار!

لبجاوي _انفو (نواكشوط) - المعارضة المقاطِعة للحوار!

 

 لعلّ قليلون هم من يقرأ مشهد التحول الكبير الذي تشهده الساحة السياسية الوطنية منذ فترة وخصوصا مع مجيء النظام الحالي وطريقة تعاطيه مع الشأن العام في البلد.

من تلك التحولات تعاطي الطبقة السياسية مع الحوار الجاري والفتور وعدم الاهتمام بمجرياته وما يمكن أن يُفرز من نتائج قد تلقي بظلالها على المشهد بشكل عام .

يمكن وصف الحوار الجاري بأنه حوار داخلي بين المعارضة نفسها جزء منها تموقع في النظام وتبوّء مكانا عليّا فيه والجزء الآخر في هرولة مستمرة يريد اللحاق به، وهذا ماخلط الحابل بالنابل وحوّل الأغلبية أو بعضا منها إلى معارضة صامتة مقاطِعة لما يجري شأنها في ذلك شأن العديد من القوى الشبابية وأغلبية نخب البلد.

لقد فشل المتحاورون في إقناع الرأي العام بأن مايقومون به يستحق أن يمنح ولو جزء يسيرا من الاهتمام نظرا لما سيترتب عليه في المستقبل لصالح البلاد والعباد، وازداد فشلهم حين عجزوا عن تسويقه إعلاميا، فما نشهده من خفوت لصدى التشاور في الوسائط رغم كثرتها ومانلمسه من عدم جدية رؤساء الكتل السياسية حول أهم النقاط وأبرز النقاشات يعطي صورة عن أن الجمهور المستهدف غير مهتم بما يجري من حوارات مُجترة ولاتشمل كافة الطيف الوطني.

صحيح أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فتح أبوابه أمام الساسة منذ انتخابه وسعى إلى خلق إجماع وطني من خلال تهدئة المناخ السياسي لكنه أهمل في المقابل أغلبيته وتجاوز أبرز أركانها في صناعة القرار السياسي واحتضن معارضته بشكل مبالغ فيه حتى صارت عبئا عليه لأنها تريد مزيدا من الإشراك والحضور في صنع القرار.

لقد أدى هذا ومازال سيؤدي إلى عواقب وخيمة على النظام ليس أقلها في الوقت الحالي التذمر العريض في صفوف الأغلبية الذي يكاد أن ينفجر في أي لحظة خصوصا في أوقات الحرج الانتخابي وكذلك التجاهل المستمر للمعارضة الحقيقية المتنامية في أوساط الشباب والتيارات الفكرية والمدونين والقوى الحية التي بدأت في الظهور من خلال قادة شباب لهم تأثير قوي داخل الساحة ويُحسب لهم ألف حساب.

 

#لبجاوي_انفو

27 April 2022