أيّة استراتيجية للنظام في مواجهة الثورة الافتراضية؟!

لبجاوي _انفو (نواكشوط) - أيّة استراتيجية للنظام في مواجهة الثورة الافتراضية؟

 

شكل انسحاب الأحزاب السياسية بشقّيها الموالي والمعارض من مشهد التفاعل والمواكبة للقضايا التي تُشغل الرأي العام وقضايا الشأن العمومي أزمة فراغ قاتل للعمل السياسي الناضج والنقاش العمومي الهادف والمسؤول الذي يُوجه بوصلة الأحداث ويُؤطّر مختلف القوى والفعاليات.

ولئن كانت وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أصنافها أحدثت ثورة غير مسبوقة في انفلات الخطاب وتنوّعه وتحرّره من كل القيود والخطوط الحمراء مُتيحة بذلك منبرا للتعبير لكل من هب ودب؛ فإن غياب الأدوار التقليدية للأحزاب والتجمعات السياسية والفراغ والانسحاب الذي بلغ أوجه مع مجيء النظام الحالي ولّد موتا للنخب الحزبية وأفرز موجة من القوى الشبابية التي تستغل الثورة الرقمية لتمرير خطابات نقدية قوية تتجاوز كل الخطوط الإجتماعية والسياسية والأمنية وتجد آذانا صاغية في الأوساط المثقفة الشابة تتزايد يوما بعد يوم.

إن خطورة " موت السياسة" التي عمل النظام الحالي منذ مجيئه على تكريسها عبر طمس معالم المعارضة التقليدية والاستمالة المستمرة لرموزها والقتل البطيء لأغلبيته السياسية من خلال التهميش والاقصاء لأبرز أطرها خلق حالة من الجمود والارتباك تحولت معه السياسة إلى منابر المجموعات الواتسابية ومنصات الفيسبوك وأنتج خطابا خطيرا وتحدّيا متزايدا لأدوات الحكم التقليدية التي وجدت نفسها فجأة أمام سيل عارم من المنصات والشباب والقوى المُتوثّبة والناقِمة في مقابل خطاب مُتكلّس وحائر وغير قادر على مواكبة المرحلة.

إن على النظام أن يُعِد استراتيجية جديدة لمواجهة تحديات الفضاء الافتراضي الذي يلتهمه كل لحظة وحين وأن يُحيّن خطة قادرة على المقارعة والصمود وسد الفراغ وبأدوات العصر ومع تفعيل قوي وعودة مبرمجة لحراك سياسي مؤطر في وسائل الإعلام وعبر هيآته الحزبية التي قتلها وقتل معها المعارضة والسياسة وذلك لتجنيبه مزيدا من الخسائر في الوسائل والأهداف.

 

#لبجاوي_انفو

7 May 2022