الصورة لم تكتمل سيادة المفتش العام للدولة!

أعادت قضية اختفاء أزيد من 13 مليار أوقية من الميزانيات التسييرية لأكثر من 180 منشأة تم تفتيشها خلال الأشهر الماضية حسب المفتش العام للدولة، أعادت الجدل مجددا حول مقاربة محاربة الفساد ونهب الأموال العمومية التي ينتهجها النظام الحالي وطرحت أسئلة ملحة تنتظر إجابات شافية من أجهزة التفتيش ومن الدولة والسلطة التنفيذية التي تستطيع إيقاف الفساد الذي ظهر في البر والبحر.

من الأسئلة الحائرة والمعلقة لماذا لم يتطرق السيد المفتش الموقر خلال مؤتمره الصحفي إلى الشخصيات الضالعة و المؤسسات التي اختفت منها هذه المليارات؟ وماذا الغرض من عقد مؤتمر صحفي والخروج بملفات الفساد إلى دائرة الضوء دون تقديم إيضاحات حول المنشآت التي خضعت للتفتيش والمشاريع التي شهدت عمليات اختلاس! هل الغرض من المؤتمر هو فقط تهدئة الرأي العام بعد الحديث مؤخرا عن اختفاء مليارات الأوقية خلال عمليات نهب في عام الرمادة هذا.

أيا تكن الأجوبة والأهداف من مؤتمر كهذا الذي شهدناه اليوم فإن الصورة مازالت غير مكتملة وفي زواياها الكثير من الغبش والغموض وحديث السيد المفتش العام لم يزدها إلا غموضا لأنه ببساطة أقرب إلى حديث رئيس حزب سياسي من مفتش عام مكلف برقابة المال العام ولديه الأجهزة والسلطة التي تخوله كشف المختلسين بالأرقام والأدلة والبراهين.

16 August 2022