مقولة 'موريتانيا جزء من المغرب/د.محمدعالي الهاشمي

 

تظهر بين الفينة والاخرى مقولة موريتانيا جزء من المغرب او المغرب الكبير وهذا خطر يهدد موريتانيا دولةً وارضاً وشعباً، مما يزيد من حدة الحوار والسجال السياسي الموريتاني الذي لا زال متباين الدوافع والمواقف ازاء هذه المقولة، بل وكثيراً ما يتوقف عندها متجاهلاً الاطماع المغربية خلفها مما يعطي الانطباع بأن هذه المقولة ذات دوافع ومسببات داخلية فقط نتيجة الاختلاف والتباين والتغافل وعدم وضوح الموقف في القضية الصحراوية يبدو ان الخطر الذي يهدد موريتانيا هو المواقف الضبابية في القضية الصحراوية .

مقولة موريتانيا جزء من المغرب تنطلق من مصدرين الاول داخلي والثاني خارجي، وفيما يخص الداخلي فإن هذه المقولة دائماً تأتي من نخب موريتانية متباينة في مواقفها من هذا الخطر وهي على النحو التالي:-

- المستوى السياسي الرسمي، تتراوح مواقفه ما بين تجاهل هذه المقولة ويعتبرها رد فعل على الإجراء الضريبي اللذي فرضته موريتانيا على البضائع المغربية ويعتبرها أصوات مبحوحة بالخنق الضريبي .

- نخب سياسية من بينها احزاب سياسية تعيد قراءة هذه المقولة ضمن اطار الصراع المغربي الصحراوي وتملك رؤية واضحة لقراءة الواقع السياسي الموريتاني في ضوء هذا الصراع ولكنها لا تزال عاجزة عن تحقيق اجماع حول رؤيتها وتحويلها لفعل سياسي يملك القوة والتأثير.

- نخب سياسية غير رسمية تعيد انتاج هذه المقولة كلما ارادت تحقيق مكاسب شخصية، او هي مرتبطة في وجودها واستمراريتها بالمخزن .

اما المصدر الخارجي لهذه المقولة نجده دائماً يخرج من المغرب ، الذي يسعى لتصدير مشاكله وازماته الى الخارج وموريتانيا بشكل خاص، 

وهذا يتطلب منا كموريتانيين اعادة قراءة الاطماع المغربيه تجاه موريتانيا ومواقف المغرب قديما وحديثا من موريتانيا وكيف تنظر لنا الاجيال المغربية التي يتم تربيتها واعدادها عبر المناهج المغربية ان موريتانيا جزء من المغرب 

 

لاشك ان الموضوع يلفه جهل شعبي سابغ بتغافل رسمي بالغ؛ حيث ظنّ كثير من الموريتانيين على المستوى الرسمي والشعبي: أن موريتانيا خرجت من أطماع المشروع المغربي بعد الاعتراف بها كدولة ذات سيادة

المشكلة ليست تصريحات مثقفين مغربيين ورؤساء احزاب وهيئات إعلامية تابعة لجهاز الاستخبارات المغربي ا المشكلة عندنا نحن الموريتانيين يبدوا أننا فوجئنا بتصريحات ومخططات يشرحها الباحث محمد الزهراوي يرى بأن الفيدرالية الموريتانية المغربية تفرضها الظروف الإقليمية ….وغيرها من التنظير والأحلام والأوهام التي لا أساس لها 

يبدو ان صديقنا الباحث تناسى ان موريتانيا دولة جمهوريه وان نظامه نظام ملكي……..

 

هذه القضية الخطيرة ، لم تكن ولن تكون ابدا مجرد «رد امراد» فهذه التصريحات أو التلميحات التي نسمعها دائما .. هي حقيقة ثابتة وتحركها الدولة العميقة في المغرب ولا يتجاهلها الاّ الاغبياء والعملاء،،.

 

مطامع المغرب في موريتانيا هي من الوضوح والنصاعة وسجل الاحداث موجود، ظلت وستبقى اسطع من كل ادعاء وكل تمويه بحيث يبدو الحديث عنها أو .. الدلائل عليها ، لدى الواعين بالشأن العام المتمرسين ، اشبه بهدر الوقت لاثبات البديهيات التي لا تحتاج الاّ الى بصر نقي وبصيرة غير ملوثة،،.

 

ولم اقل هذا ارتجالا ولا تعسفا ، بل عن معرفة وتفقه وتعمق في دراسة الشأن المغربي وعقيدته التوسعي فالمغرب دولة وظيفية معزولة جغرافيا وسياسيا واقتصاديا في إقليمها ولم يبقى لها الا الخطة (ب) وهي تطبيق فلسفة «الخطوة.. خطوة» التي ابتكرها هترل اليهودي وطبقتها اسرائيل التي تعتبر المرجعية السياسة للمغرب  

 

ليس من اليوم ولا أمس ، بل من عشرات السنين وتحذيرات الواعين الغيورين وتنبيهاتهم حول الخطر المغربي الداهم ، قائمة متواصلة ومدعّمة بالحقائق والوثائق والوقائع ، الاّ ان تيارات الباطل المدفوعة ضد شعبنا في جميع كياناته ظلّت تجرف ، وما زالت من مجموعات الصحراويين المتاجرين بالقضية الصحراوية والشركات المغربية السياسية الاستخباراتية والاقطاعيين الدينيين والصوفيين فضلا عن حملة المبادىء الجزئية والمزيفة ، ناهيك عن تغلغل الجواسيس والعملاء واقلام الاجرة وابواق المخزن ………

 

أما الموريتانيين الذين اثارهم تصريح الباحث الزهراوي فكان اجدر بهم أن يطلبوا الاعتذار من انفسهم ، قبل ان يطلبوه من المغرب ، لأنهم ، من خلال طلبهم للاعتذار ضد تصريح الباحث اعطوا الدليل على غيابهم وكأنهم لم يسمعو مثل هذه التصريحات من قبل  

 

 

د.محمدعالي الهاشمي

31 March 2024