غزواني لا يريدُ تبنّي UPR..!

لا يمكن أن يفهم من الصورة الشاحبة التي ظهر عليها المؤتمر الوطني لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية، الذي يعتبر نفسه حزبا حاكما وذراعا سياسيا للنظام، إلا أنه لم يقنع ساكن القصر، أو أنه بعبارة أخرى لا يريد تبنّيه من الأساس.

ندرك جميعا أن لا أفضال ل UPR على الرئيس غزواني، بل على العكس فقد ظلّ الحزب عبئا على غزواني ونظامه، ينضاف إلى تركة العشرية ومتعلقاتها، بغضّ النظر عن أزمة المرجعية وما تلاها من تقهقر، لأن الحزب بالأساس بنيّ على متناقضات وأمزجة بعيدا عن النظم السياسية التي تدار بها الاحزاب السياسية وكان مجرد ميدان للصراع الجهوي والفئوي..

استطاع غزواني أن يجمع في صفه مجموعات سياسية مختلفة المشارب والاهداف ومن ضمنهم شخصيات تضررت كثيرا من المارق UPR ولن ترضى تحت أي ضغط أن تنضوي تحت لوائه حتى وإن تغيّرت قياداته فالاسم وحده كفيل بإسعادة ذكريات الماضي البائس، وهو ما حدى بأغلبهم إلى الاكتفاء بتأسيس مبادرات وتكتلات، فيما آثر البعض الآخر الاندماج وإن على مضض، حتى يتمكن من إثبات نفسه ضمن جوقة حزب حاكم على الورق فقط!

لم يكن الزّج برجل ظلّ بعيدا عن متاهات السياسية مثل المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر، وإحاطته بسياسيين كبار مردوا على النضال خارج دوائر المخزن إلا نوعا من التأزيم الصامت تجاه "الحرس القديم" الذي وجد نفسه خارج التغطية وغير مرغوب فيه، حتى بعد أقتناعهم بأن حلم المرجعية السابقة أصبح من الماضي، وما عليهم إلا المواكبة حتى لا يفوتهم القطار الذي لا يراد له أصلا أن ينطلق!

من البديهي أن الرئيس غزواني لا يريد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ولن يتبناه مهما حصل، وهو في الحقيقة ليس بحاجة إليه، فالرجل يلقى دعم أحزاب وكتل سياسية وازنة وأغلبية مريحة، لا يريد أن تَفهم بأنه سيتخلى عنها يوما لصالح حزب غير منسجم وغير قادر حتى على ترتيب أوراقه ومؤتمر الصٌور والأحاديث الجانبية خير دليل على ذلك.

توقع البعض أن تحدث تغييرات جوهرية في قمرة قيادة الحزب وهو مايفهم منه استعداد النظام للاستحقاق القادمة، أما وقد وقع العكس فإن الرسالة اصبحت واضحة وضوح الشمس.. فغزواني لا يرد UPR ولا يريد منهم أكثر من الاعتراف به كمرجعية وحيدة بدون منازع في مرحلة التيه تلك، ومن بعد ذلك: شكر الله سعيكم.

 

سيدي محمد صمب باي

27 February 2022